ما هو حكم الإيمان بالقدر مع الاستدلال؟ معروف في الإسلام أن القدر هو حكم الله وما قدر من الأشياء بقدرته في سابق علمه سواء كان خيراً أم شراً، وقد أجمع العلماء أن حكمه وأجب على كل مسلم، لأنه يعد أحد أركان الإيمان الستة ألا وهي《أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره》.
حكم الإيمان بالقدر مع الاستدلال
الإيمان بالقدر ركن من أركان الإيمان، أي لا يتم الإيمان إلا به، مما يعني أن حكمه واجب على كل مسلم و مسلمه، الدليل من القرآن الكريم:
- "إِنّا كُلَّ شَيءٍ خَلَقناهُ بِقَدَرٍ"، [القمر: ٤٩].
- "فَجَعَلناهُ في قَرارٍ مَكينٍإِلى قَدَرٍ مَعلومٍفَقَدَرنا فَنِعمَ القادِرونَ"، [المرسلات: ٢١-٢٣].
- "سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذينَ خَلَوا مِن قَبلُ وَكانَ أَمرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقدورًا"، [الأحزاب: ٣٨].
حكم الإيمان بالله مع الدليل
الإيمان بالله هو الإعتقاد الجازم بوجود الله سبحانه وتعالى، وحكمه واجب على كل مكلف بأن يؤمن بالله تعالى، الدليل من القرآن الكريم:
- "يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا آمِنوا بِاللَّهِ وَرَسولِهِ وَالكِتابِ الَّذي نَزَّلَ عَلى رَسولِهِ وَالكِتابِ الَّذي أَنزَلَ مِن قَبلُ وَمَن يَكفُر بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَاليَومِ الآخِرِ فَقَد ضَلَّ ضَلالًا بَعيدًا، [النساء: ١٣٦].
- "آمَنَ الرَّسولُ بِما أُنزِلَ إِلَيهِ مِن رَبِّهِ وَالمُؤمِنونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَينَ أَحَدٍ مِن رُسُلِهِ وَقالوا سَمِعنا وَأَطَعنا غُفرانَكَ رَبَّنا وَإِلَيكَ المَصيرُ" ، [البقرة: ٢٨٥].
معنى الإيمان بالقدر مع الاستدلال
مفهوم الإيمان بالقدر: هو الإعتقاد الجازم بأن كل خير وشر يحصل للإنسان بقضاء الله وقدره، الدليل من القرآن الكريم: "وَكانَ أَمرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقدورًا"، [الأحزاب: ٣٨].
مراتب الإيمان بالقضاء والقدر
للإيمان بالقضاء والقدر أربعة مراتب فضيله وهي كالآتي:
- العلم: هو الإعتقاد الجازم بأن الله سبحانه وتعالى عالم بكل شيء، لا يخفى عنه مقدار ذره لا في الأرض ولا في السماء، الدليل في قوله تعالى: "وَأَنَّ اللَّهَ قَد أَحاطَ بِكُلِّ شَيءٍ عِلمًا"، [الطلاق: ١٢].
- الكتابة: معناها أن الله عز وجل قد كتب المقادير كلها في اللوح المحفوظ، الدليل في قوله تعالى: "في لَوحٍ مَحفوظٍ"[البروج: ٢٢].
- المشيئه: وهي الاعتقاد الجازم بأن الله سبحانه وتعالى المقدر للإمور، فأن شاء الله لها أن تحدث حدثت، وإن لم يشأ لها أن تحدث فلن تحدث أبداً، والدليل في قوله تعالى: "قُلِ اللَّهُمَّ مالِكَ المُلكِ تُؤتِي المُلكَ مَن تَشاءُ وَتَنزِعُ المُلكَ مِمَّن تَشاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشاءُ بِيَدِكَ الخَيرُ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ"، [آل عمران: ٢٦].
- الخلق: وهو الإعتقاد الجازم بأن الله سبحانه وتعالى هو الذي خلق كل شيء في السماء والأرض، الدليل في قوله تعالى: "اللَّهُ الَّذي خَلَقَ السَّماواتِ وَالأَرضَ وَما بَينَهُما في سِتَّةِ أَيّامٍ ثُمَّ استَوى عَلَى العَرشِ ما لَكُم مِن دونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلا شَفيعٍ أَفَلا تَتَذَكَّرونَ"، [السجدة: ٤].
أهمية الإيمان بالقضاء والقدر
الإيمان بالقضاء والقدر يقضي على الكثير من العادات السيئة التي تزرع الأحقاد في نفوس المسلمين، وذلك مثل الحسد، فلو كان المسلم يؤمن بالقضاء والقدر فإنه لا يحسد الناس على ما آتاهم الله من فضله، لأنه يعلم أن الله هو الذي رزقهم وقدر لهم ذلك، ويعلم أنه عندما يحسد غيره يكون ذلك إعتراض على ما هو مقدر له.
حكم الإيمان بالغيب
- بالنسبة لحكم الإيمان في الغيب فهو أمر واجب، ومعنى الغيب: هو ما غاب عنا ولم نستطع إدراكه بحواسنا.
- أما عن الإيمان بالغيب: فهو الاعتقاد الجازم بوجود أمور غيبيه أخبرنا الله عز وجل بها ولا نستطيع إدراكها إلا عن طريق الوحي، مثل الجنة والنار، والملائكة والجن.
حكمة الله في القدر
القدر يعد مقياس لمدى إيمان المرء بالله، ومدى معرفته بربه، وما يترتب على هذه المعرفه من يقين صادق.
قدمنا لكم مقالتنا هذه: (حكم الإيمان بالقدر مع الاستدلال)، عبر الموقع الإلكتروني *لا تقنطوا* لنشر المحتوى الديني.