قصة موسى والخضر في القرآن، تضمنت العديد من الأحكام الدينية، والفكرية، وأعطت تصورًا لتعامل الخضر عليه السلام مع الأمور التي صدرت من الله جل جلاله.
اقرأ أيضا: الغيبة والنميمة من كبائر الذنوب.
قصة موسى والخضر في القرآن
بينت سورة الكهف قصة موسى والخضر فكانت الآيه تقول ما يلي:
قال تعالى: (وإذ قال موسى لفتاه لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو أمضي حقبا، فلما بلغا مجمع بينهما نسيا حوتهما فاتخد سبيله في البحر سربا، فلما جاوزا قال لفتاه آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا، قال أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت، وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره واتخد سبيله في البحر عجبا، قال ذلك ما كنا نبغ فارتدا على أثارهما قصصا، فوجدا عبدًا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما، قال له موسى هل أتبعك على أن تعلمن مما علمت رشدا، قال إنك لن تستطيع معي صبرا، وكيف تصبر على مالم تحط به خبرا، قال ستجدني إن شاء الله صابراُ ولا أعصي لك أمرا، قال فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا، فانطلقا حتى إذا ركبا في السفينة خرقها قال أخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئاً إمرا، قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا، قال لا تواخدني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا، فانطلقا حتى إذا لقيا غلاما فقتله، قال أقتلت نفساً زكية بغير نفس لقد جئت شيئاً نكرا، قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا، قال إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذرا، فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قريتك استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما فوجدا فيها جدار يريد أن ينقض فأقامه قال لو شئت لاتخدت عليه أجرا، قال هذا فراق بيني وبينك سانبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرت، أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فأردت أن أعيبها وكان وراءهم ملك يأخد كل سفينة غصبا، وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا، فأردنا أن يبدلهما ربهما خيراً منه زكاة وأقرب رحما، وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحا فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك وما فعلته عن أمري ذلك تاويل ما لم تسطيع عليه صبرا).
الحوار الذي دار بين موسى عليه السلام مع الخضر
تضمنت سورة الكهف حوار بين موسى والخضر فكان الحوار، كما يلي:
قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ( أن موسى قام خطيبا في بني إسرائيل، فسئل أي الناس أعلم، فقال: أنا، فعاتب الله موسى، إذا لم يرد العلم إليه، فقال: له: بلى، لي عبد بمجمع البحرين، هو أعلم منك، قال: وكيف لي به؟ قال: تأخد حوتا، فتجعله في مكتل، حيثما فقدت الحوت فهو، ثم انطلق هو وفتاه يوسع بن نون، حتى أتيا الصخرة وضعا رؤوسهما، فرقد موسى واضطرب الحوت فخرج، فسقط في البحر فاتخذ سبيله في البحر سربا، فأمسك الله عن الحوت جرية الماء، فصار مثل الطاق، فقال: هكذا مثل الطاق، فانطلقا يمشيان بقية ليلتهكا ويومهما، حتى إذا كان من الغدة قال لفتاه: آتنا غداءنا، لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا، ولم يجد موسى النصب حتى جاوز أمره الله، قال له فتاه: أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة، فإني نسيت الحوت، وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره وتخد سبيله في البحر عجبا، قال له موسى: قال له موسى: ذلك ما كنا نبغي، فارتدا على آثارهما قصصا، رجعا يقصان آثارهما، حتى انتهينا إلى الصخرة، فإذا رجل مسجى بثوب، فسلم موسى فرد عليه، فقال: وأنى بأرضك السلام؟ قال: أنا موسى، قال: موسى بني إسرائيل؟ قال: نعم، أتيتك لتعلمني مما علمت رشدا، قال: يا موسى إني على علم من علم الله علمنيه الله لا تعلمه، وأنت على علم من علم الله علمكه الله لا أعلمه، قال: هل أتبعك؟ قال: (إنك لن تستطيع معي صبرا، وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا… إلى قوله إمرا)، فانطلقا يمشيان على ساحل البحر، فمرت بهما سفينة كلموهم أن يحملوهم، فعرفوا الخضر فحملوه بغير قول، فلما ركبا في السفينة جاء عصفور، فوقع على حرف السفينة فنقر في البحر نقرة أو نقرتين، قال له الخضر: يا موسى ما نقص علمي وعلمك من علم الله إلا مثل ما نقص هذا العصفور بمنقاره من البحر، إذ أخذ الفأس فنزع لوحا، قال: فلم يفجأ موسى إلا وقد قلع لوحاً بالقدوم، فقال له موسى: ما صنعت؟ قوم حملونا بغير قول عمدت إلى سفينتهم فخرقتها لتغرق أهلها، لقد جئت شيئا إمرا، قال: (ألم أقلإنك لن تستطيع معي صبرا، قال: لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا)، فكانت الأولى من موسى نسيانا، فلما خرجا من البحر مروا بغلام يلعب مع الصبيان، فأخد الخضر برأسه فقلعه بيده هكذا، فقال له موسى: (أقتلت نفسا زكية بغير نفس، لقد جئت شيئاً نكرا)، قال: (ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا)، قال: (إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذرا)، فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها، فأبوا أن يضيفوهما، فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض، أومأ بيده هكذا، فقال موسى: قوم أتيناهم فلم يطعمونا ولم يضيفونا، عمدت إلى حائطهم، لو شئت لاتخذت عليه أجرا، قال: (هذا فراق بيني وبينك، سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا)، فقال الرسول صلى الله عليه وددنا أن موسى صبر فقص الله علينا من خبرهما، قال سفيان: قال رسول الله صلى الله: يرحم الله موسى، لو كان صبر لقص علينا من أمرهما).
الدروس المستفاده من قصة موسى عليه السلام والخضر
تضمنت قصة موسى والخضر الكثير من الدروس، وينبغي على الشخص أن يتحلى بها وهي:
- أتباع أسلوب الرحمة والرفق مع التلميذ.
- زرع روح حب التعلم بين التلاميذ وخلق بيئة جيدة.
- الإلتزام في عملية طلب العلم، وتحمل المشاق والصبر.
- علو الهمة، والعزم على طلب العلم.
- التسليم بقضاء الله وقدره.
عرضنا إليكم في هذا المقال، "قصة موسى والخضر في القرآن "، نتمنى أن يكون المقال قد حاز على إعجابكم، للمزيد من المحتوى الديني يمكنكم زيارة منصتنا "لا تقنطُوا" لنشر المحتوى الديني.